ما مضاعفات عملية اعادة بناء الثدي؟

مضاعفات عملية اعادة بناء الثدي

تفقد النساء أثدائهن -أحد أهم معالم الأنوثة- في أثناء رحلة علاج السرطان، الأمر الذي يؤثر في حالتهن النفسية فيفقدن ثقتهن بأنفسهن.

لهذا جاءت عملية إعادة بناء الثدي لتُعيد لهن الثقة بالنفس وتشعرهن بالانتصار على السرطان بأقل الخسائر، ورُغم فاعلية هذه العملية وقدرتها على إبراز أهم معالم الأنوثة مُجددًا، إلا أنها تنطوي على بعض المُضاعفات التي تُثير القلق لدى المُقبلات عليها.

نُناقش معكم خلال مقالنا اليوم مضاعفات عملية اعادة بناء الثدي على المدى القريب والبعيد، وأهم النصائح للحد من احتمالية حدوثها.

مضاعفات عملية اعادة بناء الثدي على المدى القريب

عملية إعادة البناء الثدي خطوة مهمة في رحلة التعافي من السرطان، فمنذ بضعة عقود صار يُجريها الأطباء بصفة أساسية لمَن تناسبهن في أثناء جراحة استئصال الورم أو بعدها بفترة زمنية مُعينة.

وهذه العملية كسائر العمليات الجراحية تُسبب بعض المُضاعفات الصحية والتي تختلف حدتها ونسبة حدوثها من امرأة لأخرى، منها:

  • تكوّن الجلطات الدموية

قد تتكون الجلطات الدموية بعد الجراحة مباشرةً في الساقين أو الرئتين، لكن يُمكن تفادي الأمر من خلال إعطاء المريضة الأدوية المُسيلة للدم في أثناء الجراحة وبعدها، والمشي فترة قصيرة لتحفيز تدفق الدورة الدموية في الجسم ومنع تجلط الدم.

  • الإصابة بالعدوى

العدوى إحدى مضاعفات عملية اعادة بناء الثدي الخطيرة، وتشمل أعراضها ارتفاع درجة الحرارة عن 37.5 درجة مئوية واحمرار حول موضع الشق الجراحي.

تُعالَج العدوى من خلال تناول المضادات الحيوية وعادةً ما تُشفى في غضون أسبوع واحد تقريبًا، أما إذا استمرت أعراضها لأكثر من ذلك، حينئذ ينبغي الخضوع لعملية جراحية لإزالة حشوات السيليكون وتنظيف المنطقة المُصابة بالعدوى.

  • تراكم السوائل في موضع الجراحة

تراكم السوائل من الآثار الجانبية للعملية التي تزول تلقائيًا عندما يمتصها الجسم، لكنه يُشكل خطورة ويحتاج إلى علاج إذا استمر لفترة طويلة بعد العملية، ويتضمن العلاج تصريف تلك السوائل ببعض التدخلات البسيطة التي يجريها الطبيب في عيادته.

  • الورم الدموي

قد يتجمع الدم تحت الجلد في الثدي بعد مرور مدة قصيرة من الجراحة فيُشكل كتلة تُعرف باسم “الورم الدموي” تجعل الثدي يبدو أكثر انتفاخًا وتورمًا.

الأورام الدموية الصغيرة لا تحتاج إلى علاج، بينما الكبيرة منها يتطلب علاجها تدخلًا جراحيًا.

  • التنخر (موت الأنسجة)

التنخر إحدى مخاطر إعادة بناء الثدي، ويحدث نتيجة موت الأنسجة بسبب ضعف أو انقطاع الإمداد الدموي عنها، ويرجع ذلك إلى:

الإصابة بالعدوى والتأخر في علاجها.

التدخين بشراهة.

الخضوع للعلاج الإشعاعي بطريقة غير صحيحة.

مُعاناة بعض الأمراض، بما في ذلك الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي.

مضاعفات عملية اعادة بناء الثدي على المدى الطويل

قد تظهر عدّة مُضاعفات بعد مرور فترة طويلة من الخضوع لعملية إعادة بناء الثدي، منها:

  • تغيرات في مظهر الثدي

رُغم أن السيليكون المزروع في أثناء الجراحة آمن، قد يُهاجمه الجهاز المناعي أحيانًا على أنه جسم غريب ويؤدي إلى تكوّن كبسولة ليفية حوله.

تُسبب هذه الكبسولة ألمًا للمرأة وتُغير مظهر الثدي وكذلك ملمسه، الأمر الذي يحتاج إلى استبدال السيليكون للحصول على ثدي متناسق وذو مظهر طبيعي إلى حد كبير.

  • تسرب محتويات المادة المزروعة

تعرض المرأة لإصابة قوية أو ضربة شديدة في الثدي قد يؤدي إلى تسرب محتويات المادة المزروعة فيه وتضخم العقد الليمفاوية الموجودة تحت الإبط.

ويُمكن معرفة ما إذا حدث تسربًا في الزرعة أم لا من خلال ظهور بعض الأعراض، أهمها:

  • تورم الثدي.
  • الشعور بألم شديد في الثدي.
  • تغير شكل الثدي.
  • عدم تناسق الثديين

أحيانًا قد تخضع المريضة لعملية إعادة البناء في إحدى الثديين دون الآخر، وحينها يزرع الطبيب السيليكون في الثدي المستأصل منه الورم فقط بحيث يكونا أكثر تناسقًا مع بعضهما.

لكن بمرور الوقت، قد يتغير الوزن وبالتالي يختلف حجم الثدي السليم عن حجمه وقت العملية أو تتحرك الزرعة من موضعها في الثدي المصاب، الأمر الذي يستدعي إجراء عملية جراحية لاستبدالها لجعل الثديين متقاربين بنسبة كبيرة في الحجم والشكل.

أهم النصائح للحد من احتمالية حدوث مضاعفات عملية اعادة بناء الثدي

قد تتردد المريضة أحيانًا في اتخاذ قرار الخضوع لعملية إعادة بناء الثدي بسبب مضاعفاتها رُغم رغبتها الشديدة في استعادة الجزء المفقود من جسدها، لهذا نقدم لكِ -عزيزتي القارئة- بعض النصائح التي تحد من نسبة حدوث هذه المضاعفات وتُساعدكِ على اتخاذ القرار دونَّ خوف، منها:

  • اتباع تعليمات الطبيب المُعالِج بدقة بعد الجراحة، فيما يخص العناية بالجرح.
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة خاصةً في الأيام الأولى التي تعقب العملية، وتجنب بذل أي مجهود بدني شاق حتى انتهاء مدة التعافي.
  • الإقلاع عن التدخين، لأنه قد يؤخر مُعدل التئام الجروح، كذلك يؤثر في صحة الأوعية الدموية.
  • ارتداء حمالة الصدر المناسبة لدعم الثدي والحد من التورم خلال فترة التعافي.
  • تناول الأدوية التي يصفها الطبيب في مواعيدها المُقررة بانتظام حسب توجيهاته.
  • الخضوع للفحوصات الطبية دوريًا، بما في ذلك التصوير بالأشعة السينية؛ للتأكد من عدم عودة السرطان مرة أخرى.

الأعراض التي تستدعي استشارة الطبيب فورًا بعد جراحة إعادة بناء الثدي

بعد عملية إعادة بناء الثدي، قد تظهر عليكِ بعض الأعراض التي تُشير إلى وجود حالة طبية خطيرة وتستدعي استشارة الطبيب دون تأخير، منها:

  • الحُمى.
  • مُعاناة آلام شديدة مستمرة حتى بعد تناول المسكنات.
  • خروج السوائل من موضع الجراحة.
  • تغير لون الثدي المُعاد بناؤه أو تغير لون الجلد حوله.

في حال واجهتي أيًا من مضاعفات عملية اعادة بناء الثدي السابق ذكرها، فلا تترددي في التواصل مع طبيبك، لتقييم حالتك وتقديم العلاج المناسب لكِ، فمع الرعاية الطبية الشاملة ستتمكنين من تخطي هذه المرحلة والتعافي بصورة كاملةً خلال مدة قصيرة، وتذكري أنكِ لست وحدكِ في هذه التجربة، فعديد من النساء خضعن قبلك إليها واستطعن تجاوزها بسلام.

يمكنك التواصل مع الدكتور من خلال الأرقام الموضحة أدناه بالموقع الإلكتروني أو عبر الواتساب.

إقرأ ايضا:  أضرار حقن الدهون في الثدي