على مر التاريخ، دائمًا ما اهتمت النساء اهتمامًا شديدًا بجمال مظهرها وتناسق جسدها، لذا فكل تغير يطرأ عليه يترك أثرًا نفسيًا واضحًا فيها، وقد يسلبها ثقتها بنفسها وشعورها بالرضا عن جسدها.
وتُعد ترهلات الثدي أحد أبرز هذه التغيرات غير المحببة لدى النساء؛ إذ يسبب لهن مظهر الترهل شعورًا بالحرج والانزعاج، وقد تحدث ترهلات الصدر بعد الحمل أو فقدان الوزن، وقد تحدث لأسباب أخرى مختلفة نتعرف إليها جميعًا بالتفصيل فيما يلي.
ما هي ترهلات الثدي؟
ترهلات الثدي تعني فقدان الجلد والأنسجة مرونتها، فيهبط الثدي إلى مستوى أدنى من وضعه الطبيعي، ويختلف مستوى الهبوط باختلاف درجات ترهل الثدي، فبعض الترهلات لا تُلاحظ بسهولة، بينما البعض الآخر يغيّر شكل الصدر بالكامل.
أسباب ترهلات الثدي
تتعدد أسباب ترهلات الثدي لتشمل:
- ضعف الأنسجة الليفية التي تُبقي الثدي مشدودًا.
- نقص مرونة الجلد الناتج عن التقدّم في العمر.
- تمدد الجلد الناتج عن الحمل والرضاعة وفقدان الأنسجة قدرتها على العودة إلى وضعها الأصلي.
- فقدان الوزن المفاجئ، إذ تختفي الدهون التي كانت تملأ الثدي سريعًا دون أن يلحق الجلد بالتحوّل.
- العوامل الوراثية، إذ تختلف تركيبة الجلد من امرأة إلى أخرى.
عادات تسرّع من ترهلات الثدي
تُعد العوامل السابقة هي المسبب الجذري لترهلات الصدر في معظم الحالات، غير أن هناك بعض العادات التي قد تسرّع من ظهور الترهلات، مثل:
- ارتداء حمالات صدر غير مناسبة تقلل الدعم وتجهد الأربطة المحيطة بالثدي.
- النوم من دون حمالات الصدر لفترات طويلة، أو النوم على البطن، نظرًا لما يسببه ذلك من ضغط متكرر على الأنسجة.
- التدخين الذي يُعد أحد أكثر العوامل ضررًا، إذ يحد من تدفق الدم إلى أنسجة الثدي ويضعف إنتاج الكولاجين.
- حرمان الجلد من الرطوبة والمرونة نتيجة قلّة شرب الماء وتناول طعام فقير من الفيتامينات.
- جفاف الجلد الذي قد ينتج عن عدة عوامل مثل الاستحمام بالماء الساخن جدًا بصورة متكرّرة.
نصائح هامة للحد من ترهلات الثدي
للوقاية والحد من ترهلات الصدر يجب على المرأة اتباع نمط حياة صحي يشمل:
- الحفاظ على وزن ثابت.
- ممارسة تمارين تقوية عضلات الصدر حتى تساعد في دعم الأنسجة ورفعها نسبيًا.
- الترطيب اليومي بزيوت طبيعية كزيت اللوز أو زبدة الشيا لمنح الجلد مرونة أكبر.
- اختيار حمالة صدر داعمة خصوصًا في أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
- النوم على الظهر لتقليل الضغط على الأنسجة.
- الغذاء الغني بالبروتين والفيتامينات (A) و (E) للمساهمة في إنتاج الكولاجين، ما يبطئ ظهور الترهل بصورة واضحة.
أما في الحالات التي لا تفيد معها هذه الخطوات، يمكن التفكير في الحلول الجراحية التي تعيد شكل الثدي المثالي مثل عملية إعادة بناء الثدي أو شدّه، وهي خيارات تُناقَش مع الطبيب بحسب الحالة ودرجة الترهل.
هل يمكن علاج ترهلات الثدي بدون جراحة؟
نعم، في المراحل البسيطة والمتوسطة يمكن تحسين المظهر عبر التمارين والعناية اليومية والترطيب المنتظم. لكنّ الحالات الشديدة غالبًا ما تحتاج تدخّلًا جراحيًا.
هل الرضاعة الطبيعية تسبب ترهل الثدي؟
الترهل لا ينتج عن الرضاعة نفسها، بل عن تغيّر حجم الثدي خلال الحمل وما بعده، بينما الرضاعة بطريقة صحيحة واستخدام حمالة داعمة يقللان الترهل بصورة كبيرة.
هل الكريمات تشدّ ترهلات الثدي حقًا؟
الكريمات وحدها لا تصنع فرقًا كبيرًا، لكنها تحسّن مرونة الجلد وتدعم النتائج الجيدة عند استخدامها مع التغذية السليمة والرياضة.
هل تسبب ترهلات الثدي مخاطر صحية؟
في الغالب، لا تشكّل ترهلات الثدي خطرًا صحيًا مباشرًا، لكنها قد تسبّب التهابات جلدية تحت الثدي بسبب الرطوبة والاحتكاك، بالإضافة إلى أن بعض النساء يشعرن بانخفاض الثقة بالنفس أو الانزعاج من مظهر الثدي، ما يؤثر نفسيًا أكثر مما يؤثر جسديًا.
وفي حالات نادرة، قد يكون الترهل المفرط علامة على ضعف شديد في الأنسجة يحتاج متابعة طبية دقيقة، خصوصًا إذا ترافق مع ألم أو إفرازات غير طبيعية.
الخلاصة..
بالإضافة إلى الأسباب الصحية التي تؤدي إلى ترهلات الثدي، تلعب العادات اليومية لكل امرأة دورًا محوريًا في تحديد مظهرها وشكلها.
وفي النهاية، قد تكون ترهلات الثدي محبطة في البداية لدى العديد من النساء، ولكن الاهتمام بالتغذية والحركة والعناية اليومية قادر على تحسين المظهر واسترجاع الإحساس بالأنوثة المشرقة.






