لطالما كانت عملية التكميم حلًا ناجحًا لمن يسعى إلى خسارة الوزن والتخلّص من المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة، ولكن رغم هذا النجاح، قد تظهر مشكلة جديدة تُؤرق البعض، وهي ترهلات الجسم بعد عملية التكميم.
هذه الترهلات قد تكون مزعجة نفسيًا وجسديًا، وتؤثر أحيانًا في الثقة بالنفس والشعور بالرضا عن التغيير الذي تحقق، ويتساءل المريض عن ما إذا كان هناك حلول فعالة لشد البطن واستعادة شكل الجسم الطبيعي!
هذا ما نناقشه في هذا المقال، من خلال معرفة الخيارات الآمنة والفعالة، للتخلص من ترهلات الجسم بعد عملية التكميم.
ما أسباب ظهور ترهلات الجسم بعد عملية التكميم؟
ترهلات الجلد هي أحد أضرار التكميم وتحدث نتيجة فقدان الجسم كميات كبيرة من الدهون خلال فترة قصيرة، بما يفوق -أحيانًا- قدرة الجلد على الانكماش والتكيّف مع الحجم الجديد للجسم، ما يؤدي إلى ظهور ترهلات خاصةً في مناطق مثل البطن والذراعين وأسفل الظهر.
ولا يقتصر سبب ظهور الترهلات بعد عملية التكميم على فقدان الوزن فقط، بينما توجد أيضًا مجموعة عوامل تسهم في حدوثها، ومنها:
- سرعة فقدان الوزن.
- مقدار الوزن المفقود.
- مرونة الجلد، والتي تعتمد على عمر الشخص والعوامل الوراثية.
- التغذية غير المتوازنة ونقص البروتين والعناصر الغذائية.
متى تصبح ترهلات الجسم بعد عملية التكميم مشكلة تستدعي التدخل الطبي؟
ليس كل من يعاني ترهلات الجسم بعد عملية التكميم بحاجة إلى تدخل جراحي، ففي بعض الحالات، يكون الجلد الزائد محدودًا ويمكن التعايش معه دون أن يؤثر في الراحة أو الثقة بالنفس، ولكن في حالات أخرى، تصبح الترهلات مشكلة تستدعي التدخل الطبي، وفيما يلي بعض المؤشرات على ذلك:
- التهابات متكررة في مناطق الجلد المترهل، خاصةً مع زيادة الاحتكاك أو التعرق.
- تأثر الحالة النفسية للمريض، وعدم الرضا رغم فقدان الوزن.
- صعوبة الحركة أو أداء التمارين.
- اتساع نطاق الترهلات ليشمل أكثر من منطقة.
في مثل هذه الحالات، يصبح التفكير في جراحات مثل عملية الشد الحزامي ضرورة من أجل تحسين المظهر واستعادة الإحساس بالراحة وحرية الحركة.
ما بعد التكميم | خطوات ضرورية قبل التفكير في الجراحة
قبل الإقدام على أي إجراء جراحي مثل شد البطن أو الشد الحزامي، توجد مرحلة مهمة تبدأ بعد عملية التكميم مباشرة، ولا تقل أهمية عن العملية نفسها، إذ تُحدد مدى جاهزية الجسم للجراحة، وتؤثر في جودة النتائج، ومن أهم خطوات هذه المرحلة:
الوصول إلى وزن مستقر
يُفضل الإنتظار ما لا يقل عن 6 إلى 12 شهرًا على ثبات الوزن، لأن الاستمرار في فقدانه بعد الجراحة التجميلية قد يُضعف نتائج شد الجلد.
اتباع نظام غذائي متوازن
تناول البروتينات والفيتامينات الأساسية مثل C وE والزنك يُسهم في تعزيز مرونة الجلد وتحسين تعافيه لاحقًا.
الاستمرار في ممارسة الرياضة
تساعد التمارين مثل المشي على تقوية العضلات وشد الأنسجة الداعمة تحت الجلد، ما يُحسن من شكل الجسم ويحدّ من شدة الترهلات.
الترطيب والعناية بالبشرة
الحفاظ على شرب كميات كافية من الماء واستخدام مرطبات الجلد بانتظام يُساعد على الحفاظ على مرونة الجلد وحمايته من الجفاف.
الاستعداد النفسي
لا تقل الجاهزية النفسية أهمية عن الجسدية، فمن الضروري أن يكون الشخص مدركًا أن الجراحة ليست وسيلة للكمال، بل لتحسين الشكل العام وجودة الحياة.
باتباع هذه الخطوات، يصبح الطريق ممهدًا للانتقال إلى مرحلة الجراحة، والتي تُعد الخيار الأمثل في كثير من الحالات للتعامل مع ترهلات الجسم بعد عملية التكميم.
الشد الحزامي وعمليات نحت الجسم
بعد الالتزام بخطوات ما بعد التكميم، يبدأ المريض بالنظر في خيارات أخرى تُكمل رحلة التغيير، وهنا تظهر الخيارات الجراحية.
تأتي الجراحة بعد تقييم شامل واستعداد بدني ونفسي، وتختلف الإجراءات الجراحية حسب طبيعة الترهلات ومكانها، فالبعض قد يحتاج إلى شد البطن أو شد الخصر فقط، بينما في حالات أكثر شيوعًا، تمتد ترهلات الجسم بعد عملية التكميم، لتُغطي منطقة الوسط بأكملها، وهنا يُصبح الخيار الأمثل هو الشد الحزامي.
يُعد الشد الحزامي إجراء جراحي يُزيل الجلد الزائد من كامل محيط الجزء السفلي من الجسم البطن والجانبين وأسفل الظهر وأحيانًا الأرداف، ما يُعطي مظهرًا أكثر تناسقًا وشدًا، وهو إجراء آمن وفعّال، شرط أن يكون بإشراف طبيب مختص وبعد تقييم دقيق لكل حالة.
ختامًا ..
من المهم أن تعرف -عزيزي القارئ- أن ترهلات الجسم بعد عملية التكميم هي نتيجة طبيعية لفقدان الوزن الكبير، ويمكن التعامل معها، مع وجود خيارات جراحية مثل الشد الحزامي.
وإذا كنت تعاني هذه المشكلة لا تترد في التواصل مع دكتور عمر الشرقاوي، أستاذ مساعد بقسم جراحة التجميل بجامعة القاهرة، للحصول على الخطة العلاجية المناسبة لك.






